قرر الشيخ عبد الرحمن السفر لقضاء بعض اعماله ووضع مبلغا من المال وديعة لدى رجل يدعى
فخر الدين الخرساني .وبعد شهرين عاد من السفر.فلما علم بوفاة فخر الدين الخرساني تقدم الى اولاده معزيا وسائلا عن الوديعة
فاجابوه انهم لايعرفون عن ماله شيئا وان والدهم لم يخبرهم عن ماله قبل وفاته.
وكانت صدمة قاسية للمدني وكاد لايصدق ان ماله قد ضاع منه ...
وعندما أخبر زوجته بما حدث فقالت له
انني أعلم أن جماعة من الزهاد والفقهاء يجلسون في حلقات الحرم المكي فلماذا لا تسألهم ).
وأسرع الى الحرم وقال لاحد الزهاد عن قصته .
فقال له
ياولدي .لقد كان الخرساني من أهل الخير.لذلك أنصحك أن لاتنام الليلة بل ابق ساهرا حتى اذا انقضى من الليل ثلثهاذهب ال بئر زمزم
وتطلع فيه وناد بأعلى صوتك (يافخر الدين انا عبد الرحمن صاحب الوديعة فما فعلت بها )؟
عمل عبد الرحمن بوصيت الشيخ وذهب الى بئر زمزم وناد ثلاث مرات ولكن الصمت الرهيب كان جوابه فبكى وادرك ان ماله قد ضاع
وعاد الى الشيخ واخبره بما حصل فقال له الزاهد: (انا لله وانا اليه راجعون لقد كنا نرى فخر الدين من اهل الجنة ونخشى ان يكون من اهل النار)
ثم قال له هناك بئر في جبل (صيرة) تسكنه ارواح اهل النار اذهب وناد مثل ما ناديت عند بئر زمزم.
وذهب الى هذا البئر وناد (يافخر الدين انا عبد الرحمن صاحب الوديعة فما فعلت بها )؟
فسمع اصوات خفيفة صادرة من البئر : الوديعة على حالها لم ائتمن علها اولادي واهلي واخبره بمكانها.
فقال له المدني (ويحك يافخر الدين مالذي انزلك هنا وقد كنت من اهل الخير والصلاح).
فقال له:كان لي اهل وقرابة فقطعتهم ولم أصلهم او أساعدهم حتى اوفاني الله فأخذني على اهمالي .
.......
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من سره أن بيسط له في رزقه وأن ينسأله في اثره فليصل رحمه.
كما قال صلى الله عليه وسلم:لايدخل الجنة قاطع.
صدق رسول الله........