لسلام عليـــكم ورحمـــة الله وبركـــاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه ومن استن بسنته واتبع هداه.
..................
إن من المصائب التي حلّت بهذه الأمة, الفُرْقة والتحزب والجهل الذي تفشّى فينا بأمور ديننا حتى صار الحق باطلا والباطل حقا, والبدعة سُنة والسُنة تزمّت وتعقيـد, بل لم يعد يُفرق المسلم بين العالم بشرع الله وبين الضال المُضلّ عن دين الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة . قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه الإمام أحمد وابن ماجة وصححه الإمام الألباني
وكل الأسف أن تخرج شِرذمة من المسلمين لتنشر الفساد في الأرض والقتل والتخريب باسم الدين, باسم الإسلام الذي هو منهم ومن أفعالهم بريء بل ويدّعون انّ من قـُــتِـل منهم شهيد وانّ ما يفعلونه من الجهاد ..!!
أقصد أصحاب التفجيرات الشيطانية في الدول الإسلامية, فهذا القتل وسفك الدماء بهذه الطريقة مُحرم في بلاد الكفّار فما بالكم وهم يفعلون هذا الفساد في بلاد المسلمين .., وليس هذا من الجهاد في شيء وليس من خُلق المؤمنين في شيء.
فلندخل في صلب الموضوع وهو عن حكم قتل المستأمنين والمعاهدين من الكفار في البلاد الإسلامية فضلاً عن قتلهم للمسلمين والعياذ بالله.
مقدمة,,
الأنفس التي حرّم الله قتلها إضافة إلى المسلمين, ما هي؟
1- الذمّي هــو..::
الذي يكون في بلد مسلم بدفْـعه لجزية, والجزية عبارة عن ضريبة يأخذها الحاكم المسلم من الذمي عوضاّ عن حمايته وإقامته في البلد المسلم.
2- المُعاهــــد..::
هو الذي يكون بينه وبين المسلمين عهد على ترك الحرب إذا دعت الحاجة والضرورة إلى ذلك ."أما إذا لم تكن هناك حاجة وضرورة فلا يجوز العهد مع المشركين مع وجود القدرة على قتال الكفار" . "ولا وجود لقدرة الآن ولا هم يحزنون للأسف, فلا تجوز المُكابرة على الواقع المؤسف ".
3- أمّا المُستأمــن..::
فهو الذي ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهــد, لكننا أعطيناه أو أعطاه أحد المسلمين الأمان عند دخوله لبلادنا ولو كان >> حربيـــــــاً << ما دام دخل بأمان لتجارة أو نحوها أو ليفهم الإسلام ...الخ ..ولو كانت من أعطته الأمان >امرأة مسلمة< لحديث أم هانئ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها ((أنها أجارت رجلا من المشركين يوم الفتح فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال قد أجرنا من أجرت وأمّنا من أمّنت )).رواه أبو داود وصححه الألباني
أرأيتم كيف أجار وامّن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أجارته أم هانئ, فأين انتم يا أذناب الخوارج من دين الله وسنة رسوله فقد صرتم تقتلون من أمنتهم الدول وليس من أمّـنـتـهم النساء المسلمات أو إحداهن...بل تقتلون معهم المسلمين وتزعمون انّ من قُـتِــل من امواتكم شهداء ..!! تباً للشهادة التي تبتغونها .
قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه }
وقال تعالى: { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}
قال النبي صلى الله عليه وسلم((لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له)) صححه الإمام الالباني
فالأنفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق هي أربعة أنفس , المؤمن ثم الذمي ثم المعاهد والمُستأمن .
